آراء زكي مبارك في التعليم منذ قرن من الزمان... تعرف عليها

سارة الليثي

19 ديسمبر 2020

زكي مبارك هو أحد أهم المفكرين الإصلاحيين والأدباء الذين أنجبتهم مصر على مر الزمان، فقد عاش في الفترة ما بين عامي 1891 و 1952 ميلادياً، وخط بيده في جريدة البلاغ المصرية مقالات في شتى مجالات الفكر والإصلاح والأدب، وكان التعليم في مصر هو أحد المجالات التي شغلت باله كثيراً وكتب العديد من المقالات وصرح بالعديد من الرؤى والتوجهات لإصلاح أحوال التعليم في مصر، خاصة وأنه كان أحد الأساتذة في الجامعة المصرية مما يعني أنه كان على صلة وثيقة بالطلاب وأحوالهم الدراسية، والتعليمية.

وعلى الرغم من وفاة زكي مبارك منذ أكثر من نصف قرن إلا أننا لا زلنا للآن نشكو من سوء الأحوال التعليمية في مصر، ولا نعرف لها خلاصاً؛ فنتخبط في العديد من القرارات والإختيارات، ثم نكتشف فداحة أخطائها؛ فنعود أدراجنا من جديد، وهكذا دواليك وكأن لا مخرج لنا من هذا التخبط، فهل لنا أن نطلع على آراء السابقين لنستفيد منها؟! في هذا المقال جمعنا لكم بعض من آراء الدكتور زكي مبارك في العملية التعليمية وكيفية إصلاحها والنهوض بها.

وقد نادى الدكتور زكي مبارك بتطبيق مقترحاته تلك كثيراً في مقالاته العديدة التي نشرها طوال حياته، ولكن كانت مصر ترزح وقتها تحت نير الإحتلال البريطاني، فهل لنا الآن أن نستفيد من آرائه تلك لتكون نبراساً لنا في العصر الحالي نحو نظام تعليمي أكثر منطقية، نترككم مع تلك الآراء والحكم لكم:

إن تعقيد المناهج عندنا كان أثراً لمحاكاة مناهج التعليم الفرنسي، ثم اعترف الفرنسيون أخيراً بخطئهم، وهموا فعلاً بالإقلاع عنه، فمن الواجب أن نقلع نحن في مصر عن خطأ كنا فيه مقلدين.. لقد رأى الفرنسيون فداحة الخطب في إثقال مناهج التعليم، ورأوا كيف يفرض على الطلبة كل شيء، ولا يظفرون بشيء!

الليسانس كلمة فرنسية معناها الحرية، والغرض من هذه الكلمة هو إعطاء الطالب الحرية، الحرية من جميع ما قرأ أو سمع؛ ليكون من المبدعين.

يجب إعطاء الطالب الفرصة الكاملة للمناقشة والجدال العلمي والأدبي، ولكن يجب أن يُضبط بسلوكيات أدبية فاضلة، حتى لا يجرح كرامة المدرس.

تجريح المعلمين لبعضهم في الدروس، أدى إلى هوان المدرسين في نفوس الطلاب.

التفتيش المدرسي كالنقد الأدبي عند بعض الناس، فهو يعتمد على التجريح.

يجب جعل اللغة العربية أعلى من حظ اللغات الأجنبية، يجب أن نكون لأنفسنا قبل أن نكون لغيرنا.

إن التعليم الحق هو الذي يخلق عاقلاً لا ناقلاً، هو التعليم الذي يبتعد عن طريقة التلقين في كل شيء؛ لأن التلقين طريقة عقيمة، وهي لا توقظ عقول التلاميذ.

صحة القراءة وقوتها، هي الموضوع الأساسي في العملية التعليمية.

أخشى أن يضيع زمام الحياة التعليمية من أيدينا، إن تركنا الإبداع واكتفينا بوضع الملخصات.

الدكتوراه لا يظفر بها طالب في فرنسا إلا إذا وصل به علمه وعقله إلى أن يضع قدمه بين صفوف الباحثين، وللقارئ أن يتأمل كيف يتأتى لطالب أن يعد رسالة دكتوراه، وهو قد يتعثر في موضوع إنشاء.

اللقب العلمي لا يصنع لحامله الخلود، وإنما يصنعه الإنتاج والإبداع.

بعد إطلاعك على آراء زكي مبارك في التعليم منذ قرن من الزمان، هل ترى أن هذه الآراء لا زالت صالحة للتطبيق في عصرنا الحالي؟ وهل كان سيختلف وضع التعليم في مصر لو أننا سارعنا بتطبيقها في وقتها؟ شاركنا بآرائك في التعليقات.

كتب سارة الليثي
يقدم تقرير